بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 31 ديسمبر 2011

معاني الالوان في الشعر والقرآن

المعجزات الإلهية الباهرة،والآيات الكبرى التي تتجلى فيها قدرة الخالق، تبارك وتعالى، في بديع صنعه وخلقه. : ) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَراتٍ مُّخْتَلِفَاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ^ وَمِنَ النَّاسِ وَ الدَّوَآبِّ وَ الأَْنْعَامِ مُختَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَالِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَآء إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ^( فاطر/ 27-28 .

ومؤدى الآيتين الكريمتين: ألم تر بقلبك وينته إلى علمك، أن الله يزين الثمر والجبال والناس والدواب بالألوان المختلفة، وفيهما ما يدعو إلى التأمل الحق، والرؤية ببصر العين وبصيرة العقل ، فإذا حدث ذالك أدَّى إلى الاعتبار والخشية الواعية .



وهذه بعض المعاني لبعض الألوان في القران وعند العرب



اللون الأسود



اللون الأسود، وما يتركب منه، يكدر الروح ويُعمي القلوب، ويولد الأخلاط السوداوية، لأنه اللون المشاكل للظلام وما فيه من قتامة وهواجس. وهو عند المسلمين لون الكفر و الضلال وسوء الحال والمآل في الآخرة، : ) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عِلَىاللهِ وُجُـوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْـوىً لِلْمُتَكَبِّرِيِنَ ( الزمر /60.
فقد جعل الله تعالى اسوداد الوجه علامة على سوء المصير، لأن السواد يناسب ما سيلفح وجوههم من مسّ النار. كما يدل هذا اللون في الأدبيات العربية على معان أخرى منها العبـوس و الغيظ، لقوله تعالى: ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيـمٌ ) النحل/58 .
ومن معاني الأسود أيضاً، التعبير عن الخوف والمهلكات كالحروب، حيث يسوّد وجه المقاتل خوفاً وهلعاً، قال الشاعر:
ما أن ترى الأحساب بيضا وضحا
إلا بحيث ترى المنايا سودا



اللون الأزرق



يقترب اللون الأزرق في معانيه من اللون الأسود في الثقافة العربية،
ذلك أنه لون كريه، لأنه لون الموت والمرض والكآبة والحزن،
وقد قال المفسرون في تفسير الآية الكريمة:


( يَوْمَ يُنفَخُ في الصُّورِوَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِـذٍ زُرْقاً ) طه/102 .
بأن الزرقة هي لون كلون السماء إثر الغـروب، وهو في جلد الإنسان قبيح المنظر لأنه يشبه لون الإصابة بحروق النار، وظاهر الكلام أن الزرقة لون أجسادهم، وقيل أن المراد لون عيونهم، لأن زرقة العين مكروهة عند العرب. والأظهر على هذا المعنى، أن يراد شدة زرقة العين لأنه لون غير معتاد، فيكون كقول بشار:
وللبخيل علل على أمواله
زرق الوجوه عليها أوجه سود




اللون الأحمر
يعبر هذا اللون عن العواطف والمشاعر والاندفاع ،
ويرمز إلى الدم الذي فيه الحياة، وإلى الحرب والقتال
قال أبو العلاء المعري:
يتهللون طلاقة وكلومهم
ينهل منهن النجيع الأحمر
والنجيع هو الدم الأحمر، والمراد بالأحمر المكروه والمؤلم، وليس حمرة اللون لأن الدم أحمر بالضرورة. والعرب تضرب الحمرة مثلاً للمكروه والأذى، وقد جعلت بعض القبائل من اللون الأحمر شعاراً لها قبل الإسلام.
وقد وصف الله تعالى قاصرات الطرف بقوله: كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ الرحمان / 58 .
ووجه الشبه هو الحمرة المحمودة، أي حمرة الخد، كما يشبه الخد بالورد، وقد شبه الله تعالى السماء المنشقة بالوردة في حمرة لونها، ف( فَإِذَا انشَقَّتِ السَّـمَاءُ فَكَـانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) الرحمن / 37 .



اللون الأصفر



يوحي اللون الأصفر بالمرض والشيخوخة، والاستنزاف، والضنى . وصفرة الوجه يولدها الفزع والبؤس والسقم، كما يعبر الأصفر عن إرهاصات الموت والفناء، كما تشير إلى ذلك الآية الكريمة:( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكوُنُ حُطَاماً وَفِي الآَْخِـرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِـرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ)الحديد /20 .

واصفرار النبات أعظم دلالة على التهيؤ للزوال، وفي الآية الكريمة، تلميح إلى تبدل حال الحياة من حال إلى أخرى، وكلها أعـراض زائلة آخرها الفناء كأطوار الـزرع، وارتباط اللون الأصفر بالاضمحلال والتساقط كثير في الشعر العربي، ومن ذلك قول الشاعر:

تبكي على الأعشاب هجر غصونها
بمدامع نضبت ووجه أصفر







اللون الأخضر
يرمز اللون الأخضر إلى الخصب والبركة والنماء كما في الآية الكريمة:( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحٌ الأَْرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِفٌ خَبِيرٌ )الحج/63 .
وهو لون يبعث البهجة والفرح، ويخلو مـن كـل الصفات السلبية. كما أنه لون يقوي حدة البصر. وقد يراد باللون الأخضر السواد أو الأدمة لقول الشاعر:
أنا الأخضـر من يـعرفني
أخضر الجلدة في بيت العربْ
ومن معاني الأخضر أيضاً النعمة والرضا، كقوله تعالى في وصف أهل النعيم: ( مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ )الرحمان/76 .
و:( وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ )الكهف/ 31 . ووصف الثياب بأنها خضر وصف كاشف لاستحضار اللون الأخضر، لأنه يسر الناظر، لذلك فهو لون ثياب البررة والأتقياء.


اللون الأبيض
يرتبط اللون الأبيض في الثقافة العربية بالطهر والبراءة، وهو لون مصاحب للنور والصفاء ويطلق على من يخصل خصلة حميدة ،قال الأخطل :
رأيت بياض في سواد كأنه
بياض العطايا في سواد المطالب
وأحياناً أخرى، كانوا يريدون بالبياض طلاقة الوجه وبشره، وقد جعل الله تعالى البياض علامة على حسن المصير في الآخرة، :( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيَمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُروُنَ ^وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيَها خَالِدُون^) آل عمران /106و107 .
المصدر/ مطوية تربوية لرائد النشاط بمدرسة الظبرة الإبتدائية بمنطقة جازان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق